الأربعاء 05-نوفمبر-2025 - 14 جمادى الأول ، 1447

دعوة للجهاد والشهادة

20
2024-12-03

خطبة جمعة

دعوة للجهاد والشهادة (الخطبة الثانية)

 

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بلغ الأمانة، وأدى الأمانة، ونصح لهذه الأمة.

أما بعد، أيها الأحباب الكرام..

في المذكرات التي نشرت اليوم عن كارتر اسمعوا ماذا يقول، يقول: كنت وزوجتي مهتمين منذ فترة طويلة بالمنطقة؛ أي بـفلسطين، من خلال قراءتنا للكتاب المقدس؛ أي التوراة، ولما زرتهم ذهبت يوم السبت إلى الكنيس «الإسرائيلي» لا أستطيع الاقتراب من «إسرائيل» أو دخولها دون التفكير بالتوراة، وغادرناها وكلنا على ثقة بأنها يجب أن تظل قوية بوجه جيرانها العرب.

الله أكبر! إننا نوجّه نداء إلى قيادات العالم العربي والإسلامي، إنكم بعد أن تذهبوا إلى مجلس الأمن وإلى هيئة الأمم وقبل أن تذهبوا إلى زيارات البيت الأبيض أو الأحمر نناشدكم ونطالبكم أن تقرؤوا القرآن بمقابل قراءة كارتر للتوراة، وإلا لن تستطيعوا أن تفهموا الحكومة اليهودية والحكومة التي تتآمر معها علينا، كارتر عرف كيف ينتصر لليهود؛ لأنه قرأ التوراة، ولن تعرفوا كيف تنتصروا عليهم حتى تقرؤوا كتاب الله.

لا توجد موسوعة ولا تقرير ولا بحث ولا علم فصَّل اليهود وبينهم ككتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن هل يفعلونها؟ معاذ الله، إنهم عنها مبعدون، لأنها رجعية، لأنها عصبية، لأنها تَطرُّف، لأنها تأَخُّر، وللمرة العاشرة يتخذ البيت الأبيض حق نقض (الفيتو) ضد قضيتنا، للمرة العاشرة أو الحادية عشرة، إحدى عشرة دولة تدين «إسرائيل» في مجازر جنوب لبنان من خمس عشرة، ويلتفت المندوبون إلى مندوبة البيت الأبيض فترفع يدها مسقطة تلك الإدانة ومعتبرة أن دخول اليهود في الجنوب وفعلها حق شرعي لليهود.

أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، مزيداً من الشهداء، مزيداً من الدماء، والله لا يضيع أجر المحسنين.

لا تقولوا لقد فقدنا الشهيد

مذ طواه الثرى وحيداً فريداً

أنا ما مت فالملائك حولي

فاصنعوا اليوم من دمائي نشيداً

كلماتي سكبتها من ضلوعي

وجروحي سقيتها من نجيعِ

فازدهى الحق في ظلال لواءٍ

عبقريٍ يزهو بلون الربيع

أنا لله قد نذرت حياتي

وسألت الإله حسن الثبات

فإذا ضمخت دمائي صدري

واحتواني الثرى وضم رفاتي

فاذكروني يا إخوتي في الصلاة

يا أختي المسلمة الحزينة، هناك في قرية الزرارية ومعركة وقرى جنوب لبنان:

بدموع الأمهات الثاكلات

وأكف الخاشعات العابدات

ودماء الراكعات الساجدات

وجهاد الأخوات المؤمنات

قد رفعنا راية للمكرمات

في سبيل الله لا نخشى الممات

بوميضٍ في عيون الأبرياء

وصفاءٍ في قلوب الأتقياء

ونجيعٍ من دماء الشهداء

وثباتٍ وشموخٍ وإباء

قد مضينا في طريق الأنبياء

وحمينا الحق مرفوع اللواء

وإلى أختنا التي فقدت زوجها وولدها وأخاها وأباها هناك، اسمعوها وهي تنادي:

قد عفر الوغد وجهي بالدم القاني

ومزق العلج أثوابي وأرداني

فصحت علّ صلاح الدين يسمعني

أو علّ حيدرة الفرسان يلقاني

أو علَ خيلاً لـسعد وهي عادية

ضبحاً تفجر في لبنان بركاني

ورحت أسأل أين العرب قاطبة

من نسل قحطان أو من نسل عدنان

وا حسرتا أين أحرار الحمى ذهبوا؟!

لم يبق منهم سوى أشباح عبدان

حتى بدا فارس يزهو بلامته

وراية الحق قد حُفت بفرسان

فقلت: من أنت؟ قال: الله غايتنا

والمصطفى قائد والزحف رباني

والكل يهتف للقدس التي سلبت

القدس يا أخت أهواها وتهواني

إنا على العهد عاشت في ضمائرنا

القدس يا إخوتي رَوحي وريحاني

وصدق الله: (فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً) (الإسراء: 7).

اللهم إنا نسألك أن ترينا في اليهود وأعوانهم يوماً أسود، اللهم إنا نشكو إليك ظلم الطواغيت فأرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم جمد الدماء في عروقهم، احصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً، أنت الغني بعلمك افتح بيننا وبينهم بالحق وأنت خير الفاتحين.

اللهم منزل الكتاب، ومنشئ السحاب، ومجري الحساب، وهازم الأحزاب، اهزم أعداءنا يا رب العالمين.

اللهم إنا ندفع بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.

اللهم آمن روعاتنا، واستر عوراتنا، وخفف لوعاتنا، اللهم إنا نسألك يا أرحم الراحمين صلاة في المسجد الأقصى غير خائفين ولا وجلين برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التكلان، ربنا اجعلها ساعة إجابة وساعة إنابة: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون.

فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

تحميل