الاثنين 03-نوفمبر-2025 - 12 جمادى الأول ، 1447

أسباب تدمير الأمم

187
2024-11-18

التعريــف بالـخطـبة

تتعرض الخطبة لأخطر الأسباب التي تدمر الشعوب وتبيد البلاد، في ثلاثية قرآنية حكيمة؛ ألا وهي الطغيان والفساد وانقلاب الموازين.

كما تعرض الشيخ لكثير من القصص والأمثلة التاريخية والمعاصرة، ثم تناول قضية النقاب وشدد على أهميته في منع الفتنة بين أفراد المجتمع، وتعرض لقضية التعدد، وأنكر على من ينكر على الكويتية أن تتزوج بغير كويتي.

عنـاصـر الخـطـبــة

- ثالـــــــوث الـــخـــــطـر والـدمــــار

- خــطــــــــورة الـتــعــامــل بـالــربا

- قسوة القلــب وأثرهـا في دمار الأمم

- خــطــورة الـــكلـمة عـلى المــجتمع

- قــــضـــيـــة خـــــــلــــق الـــقــــرآن

- آيــــــات مـــفــــصــــلات مــهلكات

-قـضــيــة الـنـقـاب وظــلـم المــنتــقبات

-نظرة المجتمع لمن تتزوج بغير كويتي

الـمـقـدمــة

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حمداً حمداً، والشكر لله شكراً شكراً.

وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم عبده وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح لهذه الأمة.

صلوات ربي وسلامه عليه، عدد ما خلق، وعدد ما هو خالق.

وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن جاهد بجهادهم إلى يوم الدين.

أما بعد، أيها الأحباب الكرام..

إني أحبكم في الله، وأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً {2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) (الطلاق).

أيها الأحباب الكرام..

ثالوث الخطر والدمار

يقول الله الله عن الأمم التي سادت ثم بادت، وجعل القرآن العظيم عبرة لمن يعتبر، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ {6} إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ {7} الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ {8} وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ {9} وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ {10} الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ {11} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ {12} فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ {13} إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) (الفجر).

من خلال هذه الآيات، يتبين لنا، أيها الأحباب الكرام، أن الأمم إنما تسود بأخلاقها، فإذا انحرفت عن أخلاقها أخذها الله ولا يبالي.

بقية الآيات تبيّن مفهوماً ثالثاً، هذه الآيات الكريمات تستعرض ثلاثة أسباب للتدمير.

ثالوث الخطر: الطغيان في البلاد.. الإكثار في الفساد.. انقلاب الموازين

الأول: الطغيان في البلاد؛ (الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ).

الثاني: الإكثار في الفساد؛ (فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ).

الثالث: انقلاب الموازين، وانقلاب المفاهيم، الذي يقول الله عنها: (فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ {15} وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ) (الفجر).

ميزان مقلوب.. عنوان إكرام الله كثرة المال وكثرة الولد والعافية، يعلم أن الله أكرمه ورضي عنه دون أن ينظر من أين جاء هذا المال؛ من حرام أو حلال؟! وإذا ما ابتلاه فأفقره وأمرضه وزعزع أمره قال: أهانني الله.

إذن، ثالوث الخطر؛ الطغيان في البلاد، والإكثار في الفساد، وانقلاب الموازنين، والله جل جلاله لم يقل الطغيان المجرد.

الإنسان قد يطغى ولا يضر إلا نفسه، يفسد ولكن لا يضر إلا نفسه، خاصة إذا كان فساده محصوراً فيه، يفسد نفسه ولا يجاهر.

أما إذا كان الطغيان في البلاد، فأول من يتضرر بهذا الطغيان هم الشعوب، هم المساكين، المسحوقون المنهوبون المسلوبون، على رؤوسهم يقع الطغيان.

وهذا نسمعه ونشاهده، فمنذ ليلة أعلن عضو كبير في الحزب الشيوعي للمنظومة الشيوعية التي انحلت وكان اسمها الاتحاد السوفييتي، شلّ الله اتحاده، وكشف عيوبه، فماذا يقول هذا العضو الكبير؟ إن في بنوك سويسرا بلايين من الأموال بالنقد الروسي مسجلة بأسماء الحزب الحاكم الشيوعي للاتحاد السوفييتي.

إذن، الشعارات الزائفة التي كانوا يرفعونها هي: نصرة الفلاح.. إنقاذ العامل.. الرقي بالشعوب.. توزيع الثروات.. ثبت أنهم كذّابون ودجّالون، فهم سكنوا قصور القياصرة التي كان تحكم روسيا، ونهبوا أموال الشعوب، ويرسلونها إلى بنوك سويسرا وأوروبا.

وسخّروا الناس؛ يأكلون خيراتهم وإنتاج أيديهم، والأمم تموت من الجوع والمرض.

لهذا يقول الله: (الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ {11} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ)، لم يقل: «أفسدوا»؛ فالفساد موجود في كل زمان، وفي كل أمة، ولكن الإكثار منه، والتخطيط له، واستيراد مصادره ومفكريه وخبرائه، واستيراد كل من يخطط مستقبلاً للإفساد؛ (بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ {5} يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ) (القيامة).

تخطيط مستقبلي للفساد، أكثروا فيها الفساد؛ ففسد الأولاد، وفسدت البنات، وفسد الزوجات، وفسد المسؤولون، وفسد الموظفون، وكانت بينهم الرشى، وهكذا أكثروا فيها الفساد (فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ)، هذا لمن ساد وباد من الأمم، فما مصير من يعاند في المستقبل؟ قال تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ).

ثم يبين الله سبحانه أن كثرة المال وقلة المال ليست دليلاً على الرضا والغضب، ولا بد أن تتعدل الموازين؛ (كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ {17} وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ {18} وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً {19} وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً) (الفجر).

هذه الموازين المقلوبة، هذه الشرور المنشورة، التي يظنها الناس خيراً؛ عدم إكرام اليتيم، ما أن يموت أبوه إلا ويأتي أعمامه وأقاربه، فينهبون ماله وتراثه ولا يبالون، مسجون منهوب، دمعته تنحدر على وجهه ولا يجد من يؤويه ويحتويه.

نعم، (وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)؛ المسكين الذي ليس له منذ شهور مورد يتقوّت به هو وأهله.

نعم، في يوم من الأيام، كنت واقفاً في بيع الجملة في الشويخ، فوقف رجل بسيارته القديمة، ثم حمّل خمسة أكياس من الطحين، ثم تظاهر أنه يريد إحضار الأموال من السيارة، ثم فر بها هارباً.

أنا لا أدري لماذا هرب بالطحين؟! لكنني أعلم أن هناك آلافاً من الناس بأطفالهم وزوجاتهم وآبائهم وأمهاتهم، لم يدخل عليهم دينار واحد، كيف يعيشون؟

تأخر راتبي هذا الشهر إلى تاريخ 27/ 1، بالقطع سأحتاج.. حتى بنزين سيارتي لا أملكه، أوقفتها ولم أستطع أن أمشي.. راتب شهر يناير تأخر بضعة أيام فحدث لي ما حدث، فكيف بالذين لم تُصرف لهم رواتبهم منذ تحرير البلاد؟! آلاف مؤلفة من الأسر يعيشون بيننا ولا ندري عنهم، اضطروا إلى السرقة، ثم ماذا بعد السرقة؟ هل يشكّلون عصابات إرهابية للخطف؟!

هذا مصير من جاع.. فالجوع لا يرحم، والفقر لا يرحم.

لهذا الله جل جلاله يبين: (وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ {18} وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً {19} وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً).

خطورة التعامل بالربا

حب المال، من أين جاء؟ جاء من الربا، والربا قائم في الكويت، والبنوك تحارب الله، وكثير من المواطنين يختم المصحف في الأسبوع مرة، ويأكل الربا ولا يبالي، ولا يدري أنه أعلن الحرب على الله، والله عليه صابر، لعله يتوب، لعله يؤوب.

كم من المصلين في المساجد لهم أرصدة في البنوك يأخذون عليها الفوائد؟ والله لو علمنا الإحصائية، لوجدناه وهو يدخل المسجد يقول: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وبسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وصل وسلم على عبدك ورسولك محمد.. هذا مقامه، ولسان حاله: اللهم إني أحاربك بسبعة في المائة، أو خمسة في المائة وعشرة في المائة من الربا، فلا أبالي بك، وأنت الذي قلت: (فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ) (البقرة: 279)، أحاربك أنت ورسولك ولا أبالي.

هذه النسبة الربوية عليها الأمان، وعليها التوكل، وعليها يطعم أولاده، حتى الحليب الذي يرضعه الأطفال من الربا ولا يبالي؛ «أينما جسد نبت من حرام فالنار أولى به».

إذن، لا تلُم البنت إذا انحرفت، ولا تلُم الولد إذا ضل، لأنه منذ الصغر وهو يرضع الحرام.

هذه المؤسسات الربوية لا تزال تعمل في الليل والنهار، وتحويلها إلى مؤسسات إسلامية بقرار، بقرار واحد تتحول، وهي واضحة وليست صعبة؛ (وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً {19} وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً)، انقلاب المفاهيم.

قسوة القلب وأثرها في دمار الأمم

كذلك من أسباب الدمار عدم التضرع والقسوة، القسوة في القلب، والإصرار على الذنب والمعصية، عدم التضرع إلى الله، نسيان الله، الله جل جلاله يقول: (وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ) (الأنعام: 42)؛ البأساء، الحروب، جيوش تجتاحهم وهم نائمون، والضراء: الأمراض، تنتهبهم أمراض سيئة، الفيروسات؛ (لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ {42} فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (الأنعام)؛ زين لهم الشيطان ما كانوا يعملون.

كيف زين لهم الشيطان؟ الشيطان الذي لا نراه كيف يزين لهم؟ يزين لأوليائه، هناك شياطين إنس، لديهم أجهزة إعلام، ويحرصون كل الحرص على تدمير الناس، يستخدمون أجهزة الإعلام المسموع، والمنظور، والمقروء، تفحصوا ستجدوا هذا التدمير العجيب! قصائد فاجرة، مقالات منحرفة، مسرحيات، تمثيليات، برامج، أفلام، كلمات وعبارات فيها كفر وإلحاد، مقالات تطعن في التوحيد وتحرفه وتستأصل جذوره من القلوب، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، استهزاء بالله ورسوله، ودعاته، ولا يبالي.

خطورة الكلمة على المجتمع

الصحابة رضي الله عنهم فيهم محمد صلى الله عليه وسلم، ومن بينهم العشرة المبشرون بالجنة، واحد أو اثنان أو ثلاثة، قالوا: لن نهلك اليوم من قلة، فنزلت الهزيمة الصاعقة عليهم في «حُنين»، وعددهم يزيد على اثني عشر ألف مقاتل، فهُزموا وولوا الأدبار.

لماذا يؤخذ الجميع بسبب كلمة واحد أو اثنين؟

كاتب مقال في صحيفة يسكت عنه الجميع، والله جل جلاله فوق السماوات، يهزم أمماً، ويدمر جيوشاً، ويهلك دولاً بكلمات تُقال؛ «وإن الكلمة يلقيها العبد من سخط الله لا يلقي لها بالاً تهوي به في النار سبعين خريفاً».

نعم، هزمهم الله في «حنين» بكلمة قالها اثنان أو ثلاثة، لم نغلب اليوم من قلة، اعتمدوا على الجيوش الجرارة، كما كنا نسمع كل الزعماء في خطاباتهم، اعتماداً على أنفسنا وثقة في قواتنا المسلحة، واعتماداً على جيوشنا.. لن ننهزم أبداً.

هكذا يقولون في خطاباتهم، ستعم عليهم الهزائم بعد الهزائم، ولا يعبأ الله بهم ولا يبالي.

نعم، أيها الأحباب..

لولا أن ثبت الرسول صلى الله عليه وسلم على بغلته، وعن يمينه أبو سفيان بن حرب، والعباس بن عبدالمطلب، وعن يساره أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب.

«أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب»، ويقول للعباس بن عبدالمطلب: «نادِ أصحاب سورة البقرة، وأصحاب الشجرة، وأهل السمرة»، شجرة السمرة التي تبايعوا تحتها على الموت.

قال العباس: يا أصحاب السمرة، فأبلغ الله صوته إلى عشرة أميال، وسمعه المهاجرون والأنصار، فقالوا: لبيك وسعديك يا رسول الله.

فنزلوا من فوق خيولهم وإبلهم، وخلعوا دروعهم ومضاربهم، وجاؤوا يمشون يشقون الصفوف، يرتطمون بالخيول الفارة والإبل الهاربة، فما وصلوا إلى مكانه إلا ووجدوا الفرسان مأسورين مجندلين تحت قدميه؛ (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) (المدثر: 31).

هذا التماسك العجيب الإيماني في مثل هذه الظروف، بقولة رجل تحل الهزيمة، وثبات رجل يحل النصر من الله رب العالمين.

قضية خلق القرآن

من الذي نصر الأمة عندما قام المعتزلة ينادون الناس من مشرقها إلى مغربها أن القرآن مخلوق؟

وإذا اعترفنا أن القرآن مخلوق، فمعنى هذا أننا نحاسبه ونحاكمه، ونقرر أن فيه صواباً وفيه خطأ كما ينتاب المخلوقين.

القرآن صفة من صفات الله، فقد تكلم الله به سبحانه وتعالى.

أحمد بن حنبل وقف أمام هذا التيار الجارف صامداً، ولولا ذلك لكنا جميعاً منحرفين عن الحق.

أرأيتم كيف تضيع الأمم برجل واحد، وكيف ينقذها الله برجل واحد!

أحبتي في الله..

لا تظنوا أن المسألة هينة، كأن نستأنس بقول فلان أو علان، وبمثل هذه الأقوال يتم تدمير شعوب وأمم.

لنرى ماذا يقول الله جل جلاله: (وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {43} فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ) (الأنعام)، عجيب! الشخص يتوقع أن من ينسى ذكر الله يتم تدميره مباشرة، ولكن أصابهم ما هو أعظم من التدمير، وهو الاستدراج والإمهال، والمكر الإلهي الذي لا يشعر به، فتح لهم أبواب كل شيء؛ الأسواق امتلأت والجمعيات امتلأت، والسيارات الفارهة والعمارات الشامخة، وهم يفرحون ويمرحون ويغنون ويرقصون، ثم أمر الله بالدمار، الله أكبر؛ (فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ {44}‏ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام).

من أسباب التدمير أيضاً تعامل الدعاة الصادقين والأنبياء المرسلين تعامل المصلحة

ويبين الله جل جلاله في كتابه الكريم أن من أسباب التدمير أيضاً عصيان الناصحين، أولئك الناصحون المخلصون، الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وينصحون ويوجهون يصبحون محط الاستهزاء والسخرية.

يقول الله جل جلاله: (وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ {77} فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ {78} فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) (الأعراف).

ومن أسباب التدمير أيضاً تعامل الدعاة الصادقين والأنبياء المرسلين تعامل المصلحة، إذا حلت الأزمة.. أين هو؟ ابحثوا عنه.. ائتوا به.. أحضروه.. سفروه.. إنه يشرح القضية ويدافع عن الأمة، ويستمسك بالدعاء هيا إلى الحرمين.. هيا إلى الأئمة.. تعال يا شيخ.. تعال يا مصلح.. وإذا ذهب البلاء وحل الرخاء.. امسحوهم.. اسحقوهم.. اسجنوهم.. هذا ما يحدث في كل بلاء، وفي كل مصيبة تُصاب فيها الأمة.

ألم نشاهد هذا في الليل والنهار؟

الله تعالى يبرز لنا الأمثلة في القرآن الكريم، استمعوا ماذا يقول عن الحضارة الفرعونية التي لا تزال آثارها حتى الآن لم يتوصل العلم إلى المادة التي يُحفظ فيها جثمان الإنسان، العلم الذي بلغ من الرقي ما بلغ، ومع ذلك لم يستطيعوا حفظ جثة واحدة إلا تحت التجميد، أما أن تُترك في العراء كما هو موجود في متاحف مصر ثم لا تتأثر منذ آلاف السنين، فهذا أمر حيّر العلماء!

وهذه الأهرام التي بنوها تعصف بها الرياح والأمطار وهي ثابتة بأوتادها.. فأي حضارة هذه؟! وكيف زالت؟!

لما تعاملوا مع الدعاة الصادقين المخلصين وعلى رأسهم كليم الله موسى تعامل مصلحة؛ إذا نزل بهم البلاء لجؤوا إلى موسى، وإذا اشتد البلاء يلجؤون إليه ليرفع الله عنهم البلاء.

فالله جل جلالة يقول هذه الحقيقة بعد أن بيّن قاعدة ثابتة لأمثال هؤلاء الذين يظنون المصلحين موظفين عندهم ومأجورين، يلجؤون إليهم متى شاؤوا، ويستغنون عنهم متى شاؤوا.. لا.. لهم رب يحميهم سبحانه وتعالى؛ (وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ) (الأعراف: 102)، هذه حقيقة ثابتة نشهدها في كل وعد وفي كل عهد وفي كل لقاء نلتقي بهم مع هذا الصنف من الناس.

الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ {130}‏ فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) (الأعراف).

(وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ)؛ أي بالقحط، (وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ)؛ الاقتصاد الزراعي والإنتاج الزراعي، إنهاء تماماً؛ النيل يتوقف، الثمار تموت، الحبوب تجف، خلاص انتهى، (لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ {130}‏ فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـذِهِ)؛ الحسنة لنا هذه، نحن نستحقها، لن يجد الله أحسن منا، لن يجد أفضل منا، (لَنَا هَـذِهِ)؛ نحن نستحق كل الخيرات والحسنات (لَنَا هَـذِهِ)، لا يقولون: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لا يقولون: أصبحنا وأمسينا في حال؛ (لَنَا هَـذِهِ)، (وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ)؛ يطيروا: أي يتشاءموا، (بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ)؛ أي موسى ومن معه هم سبب البلاء الذي نزل عليهم؛ (أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ).

انظر إلى الإصرار والعناد، (وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) (الأعراف: 132).

يصبح الكتاب المنزل من السماء سحراً، ويصبح المنهاج الذي يتربى عليه الأطفال يُكتب عنه أنه شعوذة، وأن صاحبه سكير، وأنه دخان أبيض.. نعم.. ولا يرد أحد.. فالكل يستمع، الكل شياطين خُرس إلا من رحم الله.

الآيات يسمونها سحراً وشعوذة وخرافات، هكذا القرآن يقول، فماذا يكون الجواب؟

(فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ) (الأعراف: 133)، وتذكّروا الهواء الذي حدث بالأمس، لو أذن الله أن يستمر وأن يشتد، الهواء الذي كان يعصف ويقصف حتى أصبحت الطرق السريعة مصائب وأهوالاً! كم رأيت امرأة تسوق السيارة وقد اصطدمت بالسيارة التي أمامها وهي تبكي، ولا أحد يستطيع أن ينزل إليها، وهي لا تستطيع أن تنقذ نفسها!

تلك الرمال التي تتناثر مع اشتداد الرياح والهواء، لو أذن الله لها أن تشتد لقضت علينا!

نعم، هذا يذكره الله في كتابه الكريم؛ (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ {6} سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ {7} فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ) (الحاقة).

من الذي قال: كفى أيتها الريح؟ رب الرياح.. ربها الذي أرسلها هو الذي أوقفها، هاج البحر وماج، وجمع الناس صلاة الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، ثم لزموا بيوتهم، بسبب جندي واحد من جنود الله، مجرد سويعات فقط أجبرت الناس على لزوم بيوتها، وأصبحت الشوارع فارغة من الناس والسيارات.

أرأيتم، أيها الأحباب، عظمة الله!

آيات مفصلات مهلكات

يقول الله: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ)؛ النهر الذي وقف، هو الذي تدفق فغطى الأرض وغمر البيوت وأهلك الزروع ودمر الأشجار.

(وَالْجَرَادَ)؛ بعد ما يذهب الطوفان والأرض رطبة تبدأ الأرض في الإنبات فيأتي الجراد فيأكل الأخضر واليابس ولا يبقي أي شيء منها.ثم بعد الجراد

(وَالْقُمَّلَ) يطاردهم، القمل في كل مكان؛ في شعورهم، وفي بيوتهم، وفي وسائدهم وفرشهم، يأكلهم أكلهم، ويمص دماءهم مصاً.

(وَالضَّفَادِعَ)؛ تحولت الأرض إلى طين، بدل أن تنبت الزروع تنبت ضفادع، فالأرض تمتلئ بالضفادع، ويجدونها في البيت وفي الفرش والوسائد وفي كل مكان، ولا يستطيعون النوم بسببها.

(وَالدَّمَ) يرفع كأس الماء إلى الفم يتحول إلى دم.. الله أكبر.. كيف يتحول الماء العذب الفرات إلى دم؟!

الله أكبر.. الله هو الذي يأمر، الأرض أرضه، والسماء سماؤه.

من يستطيع أن يشرب الدم؟

(آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ {133} وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ) (الأعراف)؛ كأن شيئاً هائلاً وقع من السماء، لا تدري ما هو، وأصبح كل واحد يرتجف، يأخذ النفس ولا يرد النفس؛ أزيز وصراخ وقلق وخرق وبلاء عام.. هنا.. أين موسى؟ أين الصالحون؟ أين أصحاب المساجد؟

(قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ {134} فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ) (الأعراف)؛ الذي ينكث هو الخاسر، فالله لا يخسر شيئاً؛ (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (البقرة: 27).

اللهم اجعلنا ممن يوفي بعهوده وعقوده، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ولا تعاملنا بما نحن أهله، اللهم رب الرياح والسماء والأرض والشمس والبحر والمرض، نسألك اللهم العافية في الدنيا والآخرة، لا إله غيرك ولا رب سواك.

عباد الله..

ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح لهذه الأمة، وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

أحبتي في الله..

قضية النقاب وظلم المنتقبات

أقول هذا، والله جل جلاله في كتابه الكريم بيّن أبلغ بيان، وقد تكون حوادث يراها الناس سهلة، وبسيطة، ومنها يأتي الدمار، قضية النقاب نُسيت وانطوت وأُهملت، ولكن هناك سبع فتيات مسلمات مؤمنات باكيات يجأرن إلى الله الليل والنهار أن ينتقم، تريد القرارات كشف وجوههن، والذي يحارب النقاب لا يحارب الفتاة ولا قطعة القماش، إنما يحارب الذي شرّعه وهو الله.

أعود وأقول وأطرح القضية من جديد؛ لأن الأخوات المؤمنات المنقبات أرسلن إليَّ رسالة كلها أسى وحزن على هذا الدين.

نُسيت القضية، وسبع مسلمات الآن يُقهرن، وتريد القرارات كشف وجوههن، وهن يتقربن إلى الله بهذه العبادة، الله الحكيم العليم، الذي يعلم أسرار المرأة، والمرأة أعلم بنفسها من غيرها، وإن لبست غطاء على رأسها فإن فيها من الفتن ما فيها؛ المكياج، والروائح الصارخة، والفستان الذي يصف ويشف، والكعب العالي، والألوان الصارخة، والخضوع بالقول، وإغراء الناس والحركات.

الله جل جلاله لم يشرع هذا التشريع حتى تكون المرأة بثوبها كما قالت عائشة: كأن على رؤوسهن الغربان، ولا يمشين في وسط الطريق، وإنما تحتك ثيابهن في الجدار. أين هذه المرأة وأين صفاتها؟

أين هذا الحجاب؟

إنه الآن غريب، وإذا ظهرت من تريد أن تحييه؛ لأنها تعلم أثر المرأة في الرجل، جاء من يحاربها، ويشجع الحجاب المتبرج، ويشجع التبرج الجاهلي الذي كان عليه الناس في الماضي.

أخواتي المسلمات، أصبرن، سيجعل الله لكنَّ ولأمثالكن مخرجاً، فإن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة، فاصبرن؛ لأن أجر الصابر عظيم، (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) (الزمر: 10).

المرأة الكويتية التي تزوجت غير كويتي ما الذي جعلها تفعل هذا؟

ظلم المجتمع للمرأة التي تتزوج بغير كويتي

إذا أراد الإنسان أن يجمع بين الزوجات قامت الدنيا عليه وما قعدت، فلو كان يزني لكان خيراً له عندهم، أما أن يجمع بين الزوجات فهي الجريمة التي لا تُغتفر.

كأن الله لم يقل في كتابه الكريم: (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ) (النساء: 3)، وكأنما هذا ليس بقرآن.

كل امرأة تمنع زوجها من الزواج عليها، ولا تبالي بالنساء الأرامل والأيامى واللواتي بلغن الثلاثين والأربعين، ولكنها لا تقبل أن يتزوج عليها.

فإذا دفع المرأة شرفها وعفافها وتزوجت غير الكويتي جاءتها القوانين، ماذا نقول لامرأة في الأزمة زوجها غير كويتي وولدت في مصر؟

الأم تدخل الكويت، وطفلها لا يدخل؟

من يفعل هذا؟ أي دين وأي شرع وأي قانون يقول لا تدخل؟

والحديث يقول: «ابن بنت القوم منهم»، والقوانين تقول: ليس منهم.

وهناك من كُتَّاب الصحف من يقول: هذا جزاؤها، لماذا تتزوج غير كويتي؟

عجيب! أظن أن هذا الكلام مكتوب في القرآن، أن من تزوجت غير الكويتي تفصل الطفلة الرضيعة عن أمها إنه الظلم المركب الذي ينتقم الله ممن يفعله عاجلاً أو آجلاً.. فلو كانت طفلة واحدة فإن لها رب في السماء يحميها.

أقول هذا لأن الناس لا يعبؤون، هذه الأموال التي دُفعت إلى بنغلاديش، مساكين هذا الشعب المسكين، جيء بآلاف مؤلفة منه وهو في الطرقات في هذا البرد يكنسون، كم يُعطوا من الرواتب؟ هل سيوفي الدين الذي عليه؛ باع أرضه وداره، وجاموسته، ودابته، ثم جاء بالمال 750 د.ك، أو 500 دينار وأخذها رجل بطين من الرويبضة نهاب نهام لا يبالي جمع الملايين على أكتاف هؤلاء المساكين، ثم يتركهم في الشوارع، المريض مريض، والجائع جائع.

بأي حق تؤخذ هذه الأموال؟ أليس للبنغلاديشي رب يدافع عنه؟ الذي أدخل بغية الجنة لأنها عطفت على كلب؟! أليس الإنسان أكرم من الكلب؟! ألا يخشى ما يتاجر في هؤلاء المساكين غضب الجبار؟! ألا يخشى القائمون على القوانين من غضب الجبار؟! ألا يعلمون أن الله عاقب امرأة وأدخلها النار لأنها حبست قطة؟! فما بالك بمنع طفل أن يلتحق بأمه؟! كيف يحُولون بين الطفل الرضيع وأمه؟

أقول هذا، وغداً تكتب الصحف عني بأنني أفضح أهل الكويت.. إنني لا أخاف إلا الله، ولا أخاف أقلامكم، وسوف أظل أحارب الظلم، وأقول للظالم أنت ظالم.

هذا ظلم.. فلنقلع عن ظلم الناس.. وإلا سوف يأتي التدمير آجلاً أو عاجلاً.

اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ولا تعاملنا بما نحن أهله، ولا تهلكنا بما يفعل المبطلون.

اللهم اجعلها دولة عدالة، ولا تجعلها دولة ظلم.

اللهم إنا نسألك أن نُحكم بكتابك وسُنة نبيك، وأن تجعل في قلوبنا المودة والرحمة والحنان على المساكين.

اللهم إنا نبرأ إليك من ظلم الظالمين، وجريمة المجرمين، وطغيان الطاغين، وإفساد المفسدين.

اللهم أنقذنا بصدقاتنا، وأعمالنا الصالحة، وصلواتنا ودعائنا، إنك على ذلك قدير.

اللهم من أرادنا بسوء فأشغله بنفسه، ومن كادنا فكده، واجعل تدبيره تدميره، احرسنا بعينك التي لا تنام، واحفظنا بركنك الذي لا يرام، وارحمنا بقدرتك علينا، ولا نهلك وأنت رجاؤنا يا أرحم الراحمين.

ربنا تقبل شهداءنا، واشف مرضانا، وارحم موتانا، واسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، سقيا عامة نافعة تملأ بها الضرع وتنبت بها الزرع، وتدفع البلاء والوباء والغلاء والداء، برحمتك يا أرحم الراحمين.

عباد الله..

إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً.

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون.

اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

تحميل