الاثنين 03-نوفمبر-2025 - 12 جمادى الأول ، 1447

الذنوب والمعاصي سبب في تخلف الأمة

461
2024-11-13

 

التعريف بالخطبة:

تناولت الخطبة الرد على مقال صحفي جاء فيه أن هزائم الأمة الأسلامية وتخلفها لا علاقة له بانتشار المعاصي، فساق الشيخ سيلاً من الأدلة من الكتاب والسُّنة والتاريخ التي تثبت خلاف ما جاء في هذا المقال، ثم بيَّن أنواع الذنوب التي كانت سبباً في هلاك الأمم من قبلنا، وذكر  كثيراً من الحضارات والأقوام التي خالفت أوامر الله فبادت. 

عناصر الخطبة:

1-مقالات سوداء في صحف صفراء

2- حضارات سادت وبذنوبها بادت

3- سُنة الإمهال والاستدراج

4- أخطر ذنب وقعت فيه البشرية

5- كفران النعم وهلاك الأمم

6- طغيان الفراعنة وهلاك الأمم

7- التعامل بالربا وهلاك الأمم

8- كثرة الخبث وهلاك الأمم

 

نص الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أعز أولياءه بالطاعات، وأذل أعداءه بالمعاصي والموبقات، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد لله بالإيمان والإسلام والقرآن، الحمد لله ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم.

وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورين، وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنهم أجمعين، والصحابة والتابعين ومن دعا بدعوتهم إلى يوم الدين.

لك الحمد ربنا أنت الذي خلقتنا من عدم، وأسبغت علينا وافر النعم، كبّرتنا من صغر، وأطعمتنا من جوع، وسقيتنا من ظمأ، وسترتنا من عورة، وشافيتنا من مرض، وكثرتنا من قلة، ورفعتنا من ذلة، وأمنتنا من خوف، وصبرتنا من جزع، وعلمتنا من جهالة، وهديتنا من ضلالة، لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.

عباد الله..

إني أحبكم في الله، وأسأل الله أن يحشرني وإياكم في ظل عرشه ومستقر رحمته، وأبرأ إلى الله من ذنوبنا ومعاصينا، التي بسببها تأخرنا وهزمنا، وأخذنا ومزقنا.

وأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً {2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) (الطلاق)، والذي لا يتقي الله لا يجعل له مخرجاً، ولا يرزقه من حيث لا يحتسب.

أيها الأحبة الكرام..

مقالات سوداء في صحف صفراء!

قرأتم في الأسابيع الماضية مقولة في إحدى الصحف، كُتبت على إثر خطبة خطبها أحد الخطباء المتطوعين، حيث قال: إن تخلف الأمة الإسلامية وهزائمها بسبب ذنوبها وغضب الله، فثارت ثائرة الصحيفة، وردوا عليه، وقالوا له: إن الله لم يغضب على هذه الأمة، وإن هذا التخلف وتلك الهزائم لأننا ما أخذنا بركب العلم المادي والتقني والتكنولوجي، ولا تضر الذنوب ولا تضر المعاصي، ثم أثاروها قضية وطالبوا لها الباحثين، والدكاترة والمفتين، وأخذ كل يدلو بدلوه فيها، ومحصل ذلك أن ظهرنا بنتيجة، أن الله سبحانه وتعالى لم يغضب على هذه الأمة، وذنوبها لم تغضب الله، وأن هذه الهزائم التي نحن فيها والتفرق والتخلف، بسبب أننا ما أخذنا ما أخذ به الغرب، من العلم المادي، ولو أخذنا ذلك العلم ولو كنا عاصين كافرين لكنا من المتقدمين.

وهذه دعوة مبطنة، ظاهرها فيه حق، وباطنها ينادي أيها الناس، أذنبوا ما شئتم، واعصوا ما أردتم، فإن الذنوب والمعاصي ليست معوقات، فليفتح باب الزنى على مصراعيه، والربا، ثم لننشئ مصانع تقنية، لنجري فيها التجارب الذرية، عند ذلك ننتصر على أعدائنا، اعتماداً على هذه المصانع والتقنية، لا على الله ولا على رضوان الله.

وأما ظاهر هذه المقالات، ونحن نحسن الظن دائماً للمسلمين، أنهم يريدون بعث هذه الأمة من جديد، لكي تأخذ بالعلم المادي، جنباً إلى جنب بالعلم الشرعي الروحي، حتى لا تتخلف، ولكن أخشى أن يُفهم من هذه المقالات أننا نحن بخير، وأنا ذنوبنا قليلة، وأن رضوان الله علينا على ما نحن فيه، والويل كل الويل للمجتمعات والأفراد، إذا أصروا على الذنوب والمعاصي، ولم يتطهروا منها فإن سخط الله وغضبه يطاردهم كائناً من كانوا، ولو كان معهم أنبياء، ورسل، وصديقون، ومحدّثون وصحابة، فإن الله سبحانه وتعالى ينزل العقوبة فينجي من يشاء، ويأخذ من يشاء.

والفصل بيننا وبينهم في هذه الموضوعات التي طُرحت هو كتاب الله، وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والأدلة في الكتاب والسُّنة أكثر من أن تُحصى، لكننا نأخذ منا أمثلة.

حضارات سادت وبذنوبها بادت

استمعوا، والله سبحانه وتعالى يبين لنا الحضارات التي سادت ثم بادت، كيف أخذها بذنوبها، ونوع أساليب الأخذ، حتى لا يقول إنسان: إن دليل غضب الله هو هذا النوع من العذاب، فإذا ما جاء هذا النوع من العذاب جاء نوع آخر، فهذا ليس من الله، من الطبيعة، هذه كوارث، والله سبحانه وتعالى قال: (فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ) (العنكبوت: 40)؛ بيّن المقدمة قبل أن يعطيك النتيجة، السبب في الأخذ الذنب، ثم نوّع الأساليب والوسائل في الأخذ، حتى لا نقول هذا الزلزال من الطبيعة، وهذا الخسف من الله، كل من الله بسبب الذنوب؛ (فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (العنكبوت: 40).

ثم يبين الله سبحانه وتعالى صورة أخرى للتخلف والهزائم والتدمير، ويستخدم كلمة التدمير، التدمير الشامل، في قضيتين:

- تأمير الفاسدين.

- أو تنفيذهم لأمر الله.

قال تعالى: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا) (الإسراء: 16)؛ أصبح الأمراء والمسؤولون والمديرون والوزراء في تلك الأمة من غير الصالحين، عند ذلك من خلال الممارسات الظالمة أن يوجه المنظمة الحزبية يبدأ الأخذ والتدمير.

والقراءة الثانية «أمرنا»؛ أي بالأمر الشرعي، بأن يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، ويصوموا رمضان، ويحجوا البيت، ويحلوا ما أحل الله، ويحرموا ما حرم الله، هذا هو أمر الله.

(أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا) الملأ (فَفَسَقُواْ) تركوا الأمر الشرعي، واتخذوا الأمر الشيطاني، واستجابوا للشيطان بالكفر، (فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً) (الإسراء: 16).

كلمتا تدمير واحدة وراء الأخرى، حتى نراقب قوة الله؛ (فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً).

(وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ) (الإسراء: 17)، يقول الله: ليس هذه القرية فقط، إنما كل المدن والحضارات والقرى من نوح، ونوح في عهده حدث تدمير شامل للبشرية إلا من كان معه، فالطوفان اجتاح الكرة الأرضية كلها، ولم يبق أحياء أو كائنات، إلا من كان في السفينة، سواء من البشر أو الطير أو الحشرات.

وسبب معصيتهم أنهم جعلوا أصناماً للصالحين، وعبدوها من دون الله بعد ثلاثة أجيال: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً) (الإسراء: 17)؛ فأصبح بذنوب عباده خبيراً بصيراً، يمهل، يصبر، ثم يأخذ بعد ذلك.

على العالم  كله الآن أن يستعد لحرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر إن لم يرجع إلى الله

ثم استمعوا، أيها الأحباب، استمعوا، يقول الله سبحانه وتعالى: عن قوم ثمود، قوم صالح، قال: (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا) (الشمس: 14)؛ أي الناقة، (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا) (الشمس: 14).

كل الأمم والحضارات تخاف عقبى تدمير الحروب، والله سبحانه وتعالى غضب غضبة عظيمة على اليهود والنصارى فسلط عليهم الحرب العالمية الأولى، ثم سلّط عليهم الحرب العالمية الثانية، لكنهم لم يعتبروا ولم يتعظوا، وهو الآن يعد لهم حرباً عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر، فإن كانت الحرب الثانية وهم أهل دين واحد، وملة واحدة، طحنت منهم مئات الملايين، عشرات الملايين، فإن الحرب الثالثة كما تعلمون من التقارير أنها لا تبقي ولا تذر.

وكلهم يتسابقون بها في الأرض وفي البحر وفي الفضاء، من فوقهم ومن تحت أرجلهم، العذاب الذي وعد الله به، وهل هذا التسابق والإمهال، (فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) (الطارق: 17)، هل هذا دليل على أنه من رضوان الله؟

سُنة الإمهال والاستدراج

هذا هو المقياس الذي تطرحه تلك الجريدة، يقولون: لو كان الأخذ بسبب الذنوب كان الأولى أن يدمر الله أمريكا و«إسرائيل»؛ لأن ذنوبهم أكبر وأكثر.

وأنا أقول: إذا أعد العدو لعدوه سماً في العسل، فهل شراء العسل وتحضير العسل دليل على حبه لهذا العدو؟ لا، فالله يستدرجهم ويملي لهم، ويمهلهم، ثم بعد ذلك يكون الأخذ الشديد، بعد المكر والاستدراج، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) (آل عمران: 11)؛ آل فرعون، ماذا أعطاهم الله؟ أعطاهم الأموال والسلطان، وجعلهم ملوكاً، وأعطاهم الأنهار، والدول، وعما قليل ستسمعون طاغوتهم يفتخر بالحضارة والمادة والذهب والصناعة والعمران إلى آخره، قال: (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (آل عمران: 11).

والله سبحانه وتعالى يبين لنا بعض أسباب الأخذ، أو بعض الذنوب، ولا ننسى أن الله عاقب البشرية كلها ونحن معهم بذنب واحد ارتكبه آدم، لا تغيب عنا هذه الحقيقة، طُردنا من موطننا الأصلي وهو الجنة، لا نصب، ولا صخب، ولا جوع، ولا ظمأ ولا برد، ولا زمهرير، ولا حر، فيها رؤية الله، والحور العين، والخلود، والنعيم، كل ذلك ذهب منّا بذنب واحد، (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) (طه: 121)، ولولا توبته لما أصبح لنا أمل واحد في الجنة، لكن أبانا آدم، فتاب الله عليه، وعلى كل من يتوب من ذريته، وتكبر الشيطان ولم يلتزم أمر الله فسخط الله عليه وطرده من رحمته، فالله لا يحابي أحداً، الكل خلقه، وهو الخالق، من استجاب، استجاب الله له، ومن عصى أخذه الله.

زعم اليهود أنهم أبناء الله وأحباؤه؛ (قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ) (المائدة: 18)، كأي بشر، يأخذكم بالذنوب، والله قد وعد؛ (فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً) (الإسراء: 7)، وهل بعد هذا الوعد، يقول إنسان: إن الله يحب اليهود، فنصرهم في حزيران؛ (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) (الكهف: 5).

ما كفى هذه الأمة تشكيكاً وتضليلاً، في عقيدتها ودينها وقرآنها، وصلاتها وعبادتها، حتى أخذوا يخترقون السماوات العلا، ويصعدون على العرش، والله استوى على العرش، ويريدون أن يعرفوا ماذا الله، إن الله لم يغضب على هذه الأمة، وإن كثرت ذنوبها ومعاصيها.

أخطر ذنب وقعت فيه البشرية

يبين الله لنا ذنباً خطيراً، وأنا شخصياً أعتبره الذنب الأول، للهزائم، والنكبات، والويلات، والتفرق، والتمزق.

أطرح على الأمة سؤالاً: كم دولة في العالم الإسلامي تحكم بما أنزل الله؟ تسعة وتسعون بالمائة من دول العالم الإسلامي لا تحكم بما أنزل الله، هل هذا الذنب يصيب الشعوب أم لم يصبها؟ هذا هو السؤال، فمن يجيب؟

القرآن يجيب: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ {49} أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة).

الشاهد في هذه القضية قوله تعالى: (أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ)، ما هو هذا البعض؟ هو هذا الحكم بغير ما أنزل الله، وإلا فالذنوب كثيرة.

ثم استمع، أيها الأخ الكريم، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (فَقَدْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) (الأنعام: 5)، هنا يعرض لنا القرآن وهو السخرية والاستهزاء بالله وآياته ودينه وصالحيه.

اقرؤوا الصحف والمجلات في العالم العربي والإسلامي؛ ستروا كيف يستهزئون بالله ورسوله وآياته وكتبه وصالحيه؛ يقول سبحانه وتعالى: (فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ {5} أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ) (الأنعام)؛ سماء ممطرة، وأنهار تجري، ماء من فوق وماء من تحت، وخيرات وتمكين في الأرض، وهو قرن كامل، (وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) (الأنعام: 6).

كفران النعم وهلاك الأمم

وهناك نوع من الذنوب أيضاً يدمر الله به، وهو كفران النعم، والعالم العربي والإسلامي تجري من تحته الأنهار، والآبار، أطول أنهار العالم، وأوسعها، وأكثرها مياهاً في عالمنا.

وآبار النفط تجري من تحتنا كما تجري الأنهار، بل هي محيطات تحت الثرى، ومع هذا كفرنا النعمة، وأبسط صورة من صور كفران هذه النعمة سلب هذه الأموال واستخدامها في الربا، وصرف الملايين على الشهوات المحرمة، وقارات مسلمة من حولنا تموت، ولا يلتفت إليها على مستوى دول اتفاق سابق.

يقول الله سبحانه: (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ) (النحل: 112)، من كل مكان؛ جواً، وبحراً، وبراً، الناس يزرعون وهم يأكلون، والناس ينسجون وهم يلبسون، الناس يصنعون وهم يستهلكون، (رَغَداً)؛ لا يأتي بصنف وإنما من صنف المادة عشرات الأصناف والبدائل، وأصبحوا يأكلون الثمار في وقتها وفي غير وقتها، إذ تساق إليهم جميع الثمار والفواكه في العالم.

العالم العربي أصبح يُسرى به إلى أبعد من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وتُحضر إليه جميع الأطعمة والمنتوجات في ساعات وليس في أيام وشهور

وقد تعجب الكفار لما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله أسرى بي في ليلة واحدة، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى»؛ قامت الدنيا عليه، وأصبح العالم العربي والإسلامي يُسرى به إلى أبعد من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في ساعات، وليس في ليال، وتُحضر إليها جميع الأطعمة والمنتوجات في ساعات وليس في أيام وشهور، وأصبح يطمئن على أهله وهو في أقصى الديار، لمريضه الذي يعالج في الخارج، لابنه الذي يدرس في بعيد، وفي ديار الغربة، وهو في سيارته يرفع جهاز التليفون ويسأل عن أهل الشرق، وأهل الغرب.

هذه النعم، ألا تحتاج إلى شكر؟

لهذا يقول الله سبحانه وتعالى: (فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) (النحل: 112).

طغيان الفراعنة وهلاك الأمم

وتعالوا إلى طغيان الحزب الحاكم، يمثله فرعون هنا، استمعوا بدون تعليق وبدون تفسير: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ) (الزخرف: 51)، ويوم أن يلتقي القائد والشعب، ويتواطؤون على المعصية، ويرضون بها؛ تظهر الفتاوى، تصور فرعون الذي لا يؤمن بالله، يقول: أنا عندي استعداد أن أؤمن بموسى بشرط أن يأتيني ومعه ملائكة، فموسى بشر يعصي، فأنا فرعون لا أصدق إلا إذا جاء معه ملائكة أطهار، ما دخلك أنت بالملائكة؟ أنت شيطان بشري، لكن دائماً يستخدمون هذه الأساليب، يضربون مرة على مادة الصولجان والغناء، ومرة على وتر العفة والطهارة، لكي يخدعوا الشعوب ويضللوها.

(وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي) (الزخرف: 51)؛ كلها تحت يدي؛ (أَفَلَا تُبْصِرُونَ {51} أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ {52} فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ) (الزخرف)، انظروا إلى الأسلوب: (أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ)؛ أي عندي استعداد أن أؤمن؛ (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ) (الزخرف: 54).

فماذا قال الله بعد ذلك؟

انظر إلى الغضبة: (فَلَمَّا آسَفُونَا) (الزخرف: 55)؛ أي أغضبونا، (فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ {55} فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ) (الزخرف)؛ عبرة لكل جبار، وكل شعب متخاذل متواطئ عميل مع الحزب الحاكم الذي لا يطيع الله ولا رسوله.

أيها الإخوة..

تفكروا وتدبروا في كتاب الله، وكل واحد منا له دور في طاعة الله، فرب أشعث أغبر، ذو طمرين، لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره، ولعل الأمة لا تزال محفوظة من الأخذ والتدمير الشامل بهؤلاء، فإن انقطع هؤلاء فهناك عجائز ركع، وبهائم رتع، وأطفال ركع، تتنزل عليهم رحمة الله.

اللهم نبرأ إليك من ذنوبنا ومعاصينا، ونبرأ إليك من هذه المقولة التي تقول: إن تخلفنا وهزائمنا ليست من ذنوبنا ولا غضب الله، اللهم أعزنا بالطاعات، واحفظنا من المعاصي والموبقات، واجعل خير أعمالنا خواتمها، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ولا تعاملنا بما نحن أهله، وعاملنا بما أنت أهله، أنت أهل التقوى وأهل المغفرة.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم.

أما بعد، أيها الأحباب الكرام..

التعامل بالربا وهلاك الأمم

فاستمعوا إلى قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) (البقرة: 278)، النداء لمن هنا؟ النداء ليس للكافرين، مع أصل الربا خرج من ديار الكفر، أصل الربا، أكبر وأكثر أنواع الربا الآن في أمريكا وفي أوروبا، وعند اليهود، لأن علماء الاقتصاد الربوي، كلهم يهود، الممولون يهود، الذين يخنقون أمريكا وأوروبا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا هم اليهود، ومع هذا لم يوجه الله الخطاب لهم في قضية الربا، هل عدم توجيه الخطاب لهم (الكافرين) في قضية الربا دليل رضوان الله على رباهم؟ لا، أهملهم، وكفى بالكفر ذنباً، وما بعد الكفر ذنب، ولكن الخطاب يوجه إلى أحبابه وأوليائه، أمة محمد وبالأخص المؤمنين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (البقرة: 278).

انظر إلى تلطف الله في كلامه، لم يقل: «ذروا الربا»؛ كأنه يلبسهم تهمة أنهم كلمه مرابون، فالله تعالى حتى يعلمهم الأدب، واللياقة واللباقة، يعني أنتم ما عندكم ربا كثير، ولكن يتبقى القليل، وهذا القليل الباقي اتركوه، حتى لا أغضب عليكم؛ (وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).

وهذا أسلوب إثارة، أي دليل الإيمان، وبرهان الإيمان، هو أن تتركوا ما بقي من الربا، فإن لم نترك، استمع: (فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ) (البقرة: 279)، والحرب هناك استُخدمت في هذا الموقع، وفي موقع اللصوص، وقطاع الطرق، والبلطجية الذين يسومون الشعوب سوء العذاب، عصابات معينة وأحداث تسلب وتنهب وتدمر؛ (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ) (المائدة: 33).

والحرب هنا في قضية الربا سواء بسواء، (فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ)، ثم يأتي من يقول: والعالم الإسلامي لا توجد دولة واحدة فيه لا تتعامل بالربا؛ إذن، كلها أعلن مولاها عليها الحرب، وأصبحت الأموال التي تجمع تعود إلى أصول الربا هناك في أوروبا، الفروع أخذت تصب في الأصول، البطالة في أوروبا انتهت تقريباً، حركوا مصانعهم، مصانع السلاح لكي نُذبح بها بأيدينا وبأموالنا، فصب الربا في الربا، ولكن ما انصبابه هناك، انصبت الدماء، وزعزع الأمن، واضطربت الحياة.

إعلان الحرب من الله، (فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ).

نذهب إلى أمريكا وروسيا لكي تحمي الناقلات، اللهم إنا نسألك أن تحمي أنت الناقلات بالباقيات الصالحات والطاعات، إنك على ذلك قدير.

(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم: 41).

قالت: يا رسول الله، أنهلك وفينا والصالحون؟ قال: «نعم، إذا كثر الخبث».

كثرة الخبث وهلاك الأمم

تستطيع أن تقول: 80% من دول العالم الإسلامي الزنى فيها يحميه القانون، يحميه القانون، ولا يعاقب عليه، يحميه، وله أماكنه، وأطباؤه، وأمناؤه، وزبائنه، وحراسه، والله يقول: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) (الإسراء: 32)، أمة على هذا السبيل السيئ كيف تنتظر نصر الله ورضوان الله؟ والفاحشة وما أدراك ما الفاحشة؟!

أحس بالغثيان وأنا أقرأ إحدى الصحف تنشر في الصفحة الأخيرة أن أكثر من مائة ألف شاذ جنسي من قوم لوط في البلد الفلاني، والبلد الفلاني، والبلد الفلاني، في أكبر ميادينها وساحاتها يقومون مهرجاناً واحتفالاً، ينادون ويشكرون دولهم على تلك الحقوق التي قُدمت إليهم في البرلمانات، وفي الدساتير، وفي القوانين، ويقولون الشاذون والشاذات، هكذا تقول الصحف، في سباق على الدراجات النارية، وهم يلبسون لباسهم الجلدي البراق، عندما ابني وابنك يقرأ مثل هذه الأخبار في تلك الصحف؛ ماذا ترجو منه؟! عندما يعلم أن أكثر من مائة ألف في ميدان واحد يقيمون مهرجاناً تحميه الدولة، ويلتفت هو يميناً وشمالاً فلا يرى أحداً؛ فينساق مع الأكثرية والأغلبية!

ولولا أنهم على حق وباطل، ما نشرت أخبارهم تلك الصحف، ولا حمتهم تلك الدول، ولا أقاموا المهرجان، الطفل الصغير لا يميز، لهذا نحن نرى أبناءنا مسخاً، شعورهم كشعر مايكل جاكسون، حركاتهم، أقوالهم، مشيهم، يرقصون ويغنون كما يفعل ذلك الخنزير، على أنفاس من تحولوا هذه التحويلة؟ على أنفاس مثل هذه الكتابات، عندما يقرأ الجيل المسلم أن الله لا يغضب على هذه الأمة ولو كثرت ذنوبها، وأن هناك في أمريكا وأوروبا وفرنسا وبريطانيا، ميادين، وكل ميدان فيه مائة ألف «لوطي» تحميهم الدولة، ماذا ننتظر من الجيل المسلم بعد ذلك؟! أين الرقابة على الصحف؟! ألا ينبغي لمثل هذه الأخبار أن يتم قطعها بمقص من نار؟!

(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم: 41).

قال صلى الله عليه وسلم: «وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه»، (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) (الأنعام: 129).

عقاب الصحابة بذنب المخالفة

(وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ) (آل عمران: 152)، الخطاب لمن هنا؟ لمحمد صلى الله عليه وسلم، والعشرة المبشرين بالجنة، وأهل «بدر»، والقضية، قضية هزيمة «أُحد»، والذنب ذنب واحد، ناس يريدون الدنيا، وناس يريدون الآخرة، والناس الذين يريدون الدنيا اجتهدوا ونزلوا من مواقعهم الحصينة في الجبل.

استمع ماذا يقول الله: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ) (آل عمران: 152)؛ أي تقطعون الكافرين تقطيعاً؛ (إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ) (آل عمران: 152)، حلت الهزيمة، (لِيَبْتَلِيَكُمْ)، إلى أن تقول الآيات: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ) (آل عمران: 155)؛ أي الجيشان (إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ) (آل عمران: 155)، وليس بكل ما كسبوا، ولو أخذهم الله بكل ما كسبوا، ما أبقى أحداً على وجه الأرض.

محمد صلى الله عليه وسلم يأخذ الفداء من أسرى «بدر»، فيغضب الله غضبة عظيمة، فيجلس هو وأبو بكر المجتهدان في أخذ الفداء يبكيان، فيمر عمر، الذي قال: إني أرى يا رسول الله أن يُسلّم كل قريب إلى قريبه، فنضرب أعناق الكافرين، إنها أول معركة يا رسول الله ننتصر فيها على الكفر، كيف نرضى بالفدية؟!

مر عمر وهما يبكيان، فقال: بأبي وأمي يا رسول الله، ما يبكيكما، فإن كان يبكي بكيت، وإلا تباكيت، فقال: «يا عمر، لو حذفنا الله بالحجارة من السماء ما نجا منها إلا عمر».

(إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ)؛ لهذا كانت وصية الخلفاء والأمراء والسلاطين، أمام الجيوش، في الفتوحات الإسلامية الكبرى: احذروا من ذنوبكم أشد من حذركم من عدوكم، ما انتصرنا عليهم بعدد ولا عُدد، إنما انتصارنا بطاعتنا لله، ومعصيتهم له، فإذا تساوينا معهم في المعصية، غلبونا بعددهم وعُددهم، إنما عليكم من الله ملائكة حفظة، كرام بررة، فاستحيوا منهم حق الحياء، هذه هي وصايا الخلفاء لجيوشهم.

أيها الأحباب..

أخذ الله قوم شعيب لإنقاصهم للمكيال، وأخذ الله قوم لوط بفعل الفاحشة، وأخذ، وأخذ، فاقرؤوا القرآن وتدبروا.

اللهم إنا نعوذ بك أن تهلكنا بما يفعل المبطلون، اللهم إنا نسألك السلامة والإسلام، والأمن والإيمان، وأن ترد المسلمين إلى الإسلام رداً جميلاً.

وأن تحفظ مقدسات الإسلام من التآمر، فهي من أعظم المصائب.

اللهم من أراد بنا والإسلام والمسلمين سوءاً فأشغله في نفسه، ومن كادنا فكده، واجعل تدبيره تدميره، واحرسنا بعينك التي لا تنام، واحفظنا بركنك الذي لا يرام، وارحمنا بقدرتك علينا، ولا نهلك وأنت رجاؤنا يا أرحم الراحمين.

إن الذنب كبير والعمل قليل، ولا نثق إلا برحمتك يا أرحم الراحمين، رحماك، رحماك في الأطفال اليتامى، والشباب الحيارى، والنساء الثكالى.

اللهم إنا نسألك لأمتنا خليفة ربانياً، يسمع كلام الله ويسمعها، وينقاد إلى الله ويقودها، اللهم اجعل شتات أمة محمد دولة، وضعفهم قوة، وفقرهم غنى، وتمزقهم وحدة وجماعة، ويأسهم رجاء، وقنوطهم رحمة، وخوفهم أمناً، وهزيمتهم نصراً، إنك على ذلك قدير، وبالإجابة جدير.

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لكم تذكرون.

اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

تحميل