الثلاثاء 16-سبتمبر-2025 - 24 ربيع الأول ، 1447

والله يعصمك من الناس

28
2024-07-10

والله يعصمك من الناس

 

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله قاصم الجبارين والمستهزئين بالأنبياء والمرسلين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح لهذه الأمة، وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

رب صل على بالهوى ليس ينطق

الحبيب المشفّع والرسول المصدّق

صاحب الحوض واللواء يوم في الحشر يخفق

كل قلب يحبه ذاك عبد موفق

أهل طيبة ترفوا بفؤاد يمزّق

فرسولي يقول لي ولساني يصدّق

كل من مات مخلصاً ليس في النار يُحرق

يا إلهي وسيدي أنت للخلق ترزق

هب لنا نعمة الرضا فهي للذنب تمحق

أما بعد، أيها الأحباب الكرام..

إني أحبكم في الله، وأسأل الله تعالى أن يجمعني وإياكم على منابر النور في ظل العرش، ومع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

اللهم صل وسلم على عبدك رسولك محمد عدد ما صلى الله عليه المصلون وذكره الذاكرون، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك وخليلك محمد مهما استهزأ به المستهزئون أو سخر منه الساخرون، خابوا وخسروا.

أيها الأحبة الكرام..

إن الحرب الآن التي تدور إنما تدور بين المستهزئين من الكافرين وبين الله، فالله هو القائل عنهم وعن أمثالهم: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) (الحجر: 95)، (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة: 137)، (وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (المائدة: 67)، (قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ {195}‏ إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) (الأعراف).

اللهم إنا نسألك أن ترينا فيهم عجائب قدرتك، (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ) (يونس: 88).

اللهم عليك بإخوان القردة والخنازير وعبد الطاغوت.

اللهم اكسر صليبهم، واذبح خنزيرهم، وأرنا فيهم عجائب قدرتك.

أيها الأحبة الكرام..

هذه هي البلدان التي يضع الأثرياء أموالهم في بنوكها، ويأكلون أموالها، ويتبادلون معها المصالح، كشف الله غيظ قلوبهم، فإن عبّاد الدولار واليورو والجنيه الإسترليني وغيره، هؤلاء عبّاد العجل من قبل، عجل بني إسرائيل كشفوا عن حقيقتهم، فالحقد القديم المتوارث من التوراة والإنجيل المزوّرة المحوّرة سبق أن باعوا كلام الله، يشترون بعهد الله ثمناً قليلاً، يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون هذا من عند الله.

إن هؤلاء الذين لم ينجُ منهم أنبياؤهم ورسلهم، فقد كانوا يقتلون الأنبياء والمرسلين، أتظنون أن ينجو منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ملأ قلوبهم غيظاً، في أي بلد من بلاد المسلمين تجري الانتخابات دون تزوير، يجدون الأمة تسعى إلى اتباع الحبيب صلى الله عليه وسلم، فهذه مصر تشهد، وهذه فلسطين تشهد، وهذه الجزائر من قبل التي اجتمعت عليها فرنسا وغيرها حتى أبادتها تشهد.

فأحباب الحبيب صلى الله عليه وسلم الآن في قلوبهم جمرة.

أيها الأحبة الكرام..

إن هؤلاء عبد الطاغوت كل دولة شاركت في تخفيف الضغط على الدنمارك لا بد أن لها مكاناً يؤلمها لو عرفنا كيف نمسك في مكان الألم، نحن لا نستطيع أن نقاطع كل هذه الدول، مع أن الملك فيصل رحمة الله عليه، أعلن يوماً في السبعينيات أننا على استعداد أن نعيش على التمر والماء فقتلوه، رحمة الله عليه، وانخفض اقتصادهم انخفاضاً رهيباً جداً لما قطع النفط العربي المسلم كسلاح مقاطعة، لكننا نعرف أن فرنسا لما شاركت في التخفيف على الدنمارك لها منتجات وما أكثر منتجاتها، نبحث عن المنتج الذي يؤذيها.. منذ أربع سنوات تم الإعلان عن أن دجاج فرنسا فطيس وتم التنادي لقطعه، فناحت وصاحت وأخذت تعلن في الليل والنهار أنها ذبح إسلامي.

ومع علينا كأمة إلا أن نجتمع ونستثمر هذه المشاعر الإيمانية لكي نحقق مشروع النبي صلى الله عليه وسلم، وكل هذه الدول: سويسرا وألمانيا وفرنسا لها منتجات نحن أسواقها، نحن المستهلكون لو عرفنا، لو عرفنا كيف نجتمع على قلب رجل واحد، ونمسك كل دولة بالعضو الذي يؤلمها ويزعجها، والله يأتون راكعين.

سبق أن قريشاً، كما تعلمون، طردت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أو ثلاثاً، مرتين إلى الحبشة، فكان ثمرة هذا الإجرام أن أسلم ملك الحبشة، وهكذا دائماً الشر يخرج داخله الخير.. نعم؛ (لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ) (النور: 11).

ما كان لأحد منّا أن يجمع المشاعر تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جُمعت الآن، ولكن أين يستثمر؟ أين من يقطع الغناء والرقص والسهو واللهو ويستثمر اجتماع القلوب على الحبيب؟

أين؟ أين؟

أيام الاحتلال الغاشم ظهرت معادن شباب هذا البلد بالتعاون والتضافر والبذل والجهد والإيثار، ولكن مع الأسف لم يتم استثمارها، فبعد التحرير مباشرة ذهبت وتلاشت كما ستذوب هذه المشاعر بعد قليل.

الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في أحاديثه: «ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، وأي عضو؟ إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأين التداعي أيتها الأمة؟ أين التداعي؟ ما قيمتنا؟ ما حياتنا؟ ما دنيانا؟ ما آخرتنا؟ لو لم يُبعث فينا هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم؟

كل واحد من هذه الأمة اليوم أصبح وهو مرتبطاً به في كل نفس، أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا شريك له، لا إله إلا هو، إليه النشور، أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً، وما كان من المسلمين.

أذكاره، تعليماته، قرآنه، سنته، تتخلخل شغاف قلوبنا وحياتنا، ندع هؤلاء المجرمين يستهزئون به ويسخرون به.

الله جل جلاله في كتابه الكريم لما بشرنا بلقائه سبحانه وتعالى جاء بالكلمة التي أمرنا بها أن نصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم، فماذا قال سبحانه وتعالى، حتى يربط هذا بهذا، محبته بمحبته، ولقاءه بلقائه، عليه الصلاة والسلام.

قال: (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً) (الأحزاب: 44)، ماذا قال قبلها؟ (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) (الأحزاب: 43)؛ من الذي أخرجنا إلى الظلمات إلى النور.. خطوة وراء خطوة، ونفس وراء نفس.. من؟ إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) فجاء بنفس الكلمة: (يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ)، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب: 56).

أحبتي في الله..

قريش أرادت أن تفرّق دم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة حتى تخفف الضغط على القاتل المجرم، فجمعت أربعين شاباً من أربعين قبيلة، ثم ماذا كانت النهاية؟ خرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع على رؤوسهم التراب إهانة لهم، ثم بعد ذلك هاجر هو وأبو بكر، والله يقول: (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا) (التوبة: 40).

ونحن نقول لهذه الدول: إن الله معنا، إن الله حي لا يموت، وهو الذي يدفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أمته، والله وعد في كتابه، لا إله غيره ولا رب سواه.

أيها الأحبة في الله..

يغيظهم أن المستقبل لهذا الدين، يغيظهم أننا على حق وأنهم على باطل، يغيظهم أن الثوابت من هذا الدين أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن نتمسك بها.. نساؤهم في فجور، وأبناؤهم في إيدز، وأبناؤهم في مخدرات.. لقد أغاظهم ذلك.

إذا فحصوا أرحام النساء اللواتي يعالجن في هذه الأمة يتعجبون، ما هذه الطهارة؟ ما هذه النظافة؟ ما هذه العفة؟ ما هذه الأرحام النقية؟ وأرحامهم مجمع نفايات، أكرم الله الحاضرين.. الله أكبر.. إنه الطهر لأن الله (يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (222).

أيتها الأمة، يا أمة محمد، اتركي عنك التدابر والتقاتل والتحاسد والتعادي، وإنما كوني كما أوصى صلى الله عليه وسلم: «كونوا عباد الله إخواناً».

اتصل بأخيك من أي بلد شقيق مسلم أو عربي وقل له: إني أحبك في الله، رغم أنف الدنمارك وسويسرا وفرنسا وجميع الدول، إني أحبك في الله، إني أسامحك، إني أعفو عنك، لأنهم اجتمعوا على رسولي صلى الله عليه وسلم، يسخرون به، ويستهزئون به، ويصفونه بأقبح الصفات، لا بد من عمل مضاد.. هذه هي المضادات الربانية أن أحقق مشروع المودة والمحبة والتآلف والتعارف وأن نقرب البعيد، ونؤلف النافع، وأن يعفو بعضنا عن بعض، وإذا جئنا هذه الليلة يقول كل واحد منّا: اللهم إني عفوت فاعفُ، وسامحت فسامح، وتجاوزت فتجاوز وغفرت فاغفر، ورحمت فارحم، وسترت فاستر، فأنت أجود وأكرم يا أرحم الراحمين.

إن ذلك يغيظهم، إنهم كالديدان لا يستطيعون أن يعيشوا أبداً إلا في الوحل النتن، والوحل النتن هو تنازعنا، هو ذهاب ريحنا، حتى رائحة مسلم لا يريدونها على ظهر الأرض، ما يحب ريحة المسواك، ما يحب ريحة الطهارة، ما يحب ريحة النظافة، ألا ترون أحدهم إذا مر عليك كأنه كيس نفايات مفتوح والعياذ بالله من النجس والرجس، المشركون نجس، نجس حقيقي، أيها الأحبة الكرام.

الرسول عليه الصلاة والسلام لما هاجر إلى المدينة المنورة، أتدرون بماذا حماه الله؟ وما بينه وبين الكفار إلا أن ينظر أحدهم تحت قدمه، حماه الله بخيط عنكبوت، لم يحمه بحاملات ولا ناقلات لأنهم لا يساوون أمام قوة الله خيط عنكبوت، بخيط عنكبوت ما استطاعوا أن يدخلوا غار ثور وعادوا ثانية، وطارده سراقة فكان سراقة من الفاتحين لبلاد الفرس، ومن الذين يلبسون سواري كسرى رغم أنف فارس والرومان، إنه الله على كل شيء قدير.

أحبتي في الله..

ونحن نعيش أيام الهجرة وهذا الشهر الهجري الكريم، نسأل الله جل جلاله أن ينصر دينه وأولياءه، وهو أرحم الراحمين.. أسلّط عليهم سهام الليل التي لا تُرد ولا تُحد، سهام الليل لا تخطئ، ولكن لها أمد وللأمد انقضاء، لأنصرنك ولو بعد حين..

أرسلوا أبرهة الصليبي لكي يهدم الكعبة، ثم يبني كنيسة «القليس» يريدونها صليبية، وأرسلوا من قبل حملة بحرية فتكسرت على الشعب المرجانية في البحر، وتحرك أيضاً الإسكندر الأكبر لغزو مكة المكرمة، فقتله الله بيد طبيبه وابنه وزوجته بالسم.

إن للبيت رباً يحميه، وإن للرسول صلى الله عليه وسلم رباً يحميه، أتدرون لما دمر الله أبرهة بالطير الأبابيل، وهذا تدمير مؤقت عابر سريع جداً، كن فيكون من قاعدة الربانية في بحر لا يعلمه إلا الله، خرجت الطير الأبابيل، فجعلتهم كعصف مأكول، أي كتبن مأكول، كبعر يتناثر في الفضاء.

أولد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في عام الفيل، العام الذي كُسر فيه صليب أبرهة، أولد الله محمداً صلى الله عليه وسلم.

وما مر سبعون عاماً من ولادته إلا وجنوده بقيادة أبي عبيدة بن الجراح، وخالد بن الوليد وأمثالهما من الفاتحين يضربون الرومان والفرس ويفتحون البلاد ويحررون العباد.

أيها الأحبة..

إنه الله، فثقوا في ربكم، وثقوا في وعده، يقول الإمام ابن تيمية في كتابه «الصارم المسلول على شاتم الرسول»، في صفحة (123): كنا نستبشر بفتح روميا إذا أصابوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه بشائر الفتح، سوف تصب في النهاية في مجرى واحد، فإما أن تكون هناك حرب كونية ثالثة وينصر الله هذه الأمة لأنه لا نفس لهم.. هؤلاء عبّاد الدنيا.. أحرص الناس على حياة.

أيها الأحبة الكرام..

أسأل الله جل جلاله أن ينصر دينه، ويمكن أولياءه، وأن ينتقم لرسوله، وأن يؤلّف على الخير قلوبنا، ويصلح ذات بيننا، ويهدينا سبل السلام، وينجينا من الظلمات إلى النور، ويجنبنا الفواحش والفتن، ما ظهر منها وما بطن.

اللهم إنا نسألك يا أرحم الراحمين أن تنصر دينك، وانصر المجاهدين، وأكرم الشهداء، وثبت الغرباء، وفك المأسورين، من إخواننا المسلمين، وحرر «الأقصى» الشريف، وارزقنا فيه صلاة طيبة مباركة برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد صلوات ربي وسلامه عليه، قرة العيون وحبيب القلوب، واسقنا من يده شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً، اللهم اجعلنا معه على الصراط، وعند الميزان، وعند الحوض وفي الجنة، واجعل منازلنا قرب منازله، وهو القائل: «أقربكم إليّ منازل يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً».

أقول الذي تسمعون، وأستغفر الله.

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أيها الأحبة الكرام..

من هنا من منبر الدفاع عن الأقصى إلى هناك في فلسطين، إلى أرض الإسراء والمعراج، نقول لـ«حماس» التي وصلت الآن إلى الحكم، نقول لهم: تفكروا وتدبروا في سيرة الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم كيف تصرف لما أنشأ المدينة المنورة وصار حاكماً فيها مع كفار قريش الذين احتلوا مكة المكرمة، وصادروا ممتلكات وعقارات وبيوت وأموال الصحابة وهجروهم وطردوهم.

ادرسوا سيرته تماماً خطوة.. خطوة، وحرفاً.. حرفاً، وكونوا على مستوى هذا الحدث والمسؤولية، فلا تحشدوا العالم عليكم فيدمركم كما تم تدمير «طالبان» من قبل، تذكروا أن الأمانة وصلت إلى أيديكم، فكونوا على مستوى هذه الأمانة، احذروا أول ما تحذرون أن تصطدموا مع بني بلدكم وأمتكم من أهل فلسطين مهما كانت الظروف والأحوال، فإن الحرب الأهلية لا تبقي ولا تذر، وقد جربتموها في لبنان من قبل، احذروا من أن تفتحوا مع إخوانكم حرباً يفرك اليهود أيديهم وهم فرحون، إذ يقوم الآخرون بذبحهم وذبحكم.

أحبتي في الله..

إن شرعنا الإسلامي ما ترك مشكلة إلا وأعد لها جواباً وحلاً، فتفكروا وتدبروا واعرفوا كيف تحققون المشروع العظيم، وإياكم وأن يجركم الشارع يا «حماس».. لا يجركم الحماس.. وإنما كونوا متعقلين متثبتين، شاوروا كثيراً، واتصلوا بإخوانكم العلماء في أرض الإسلام والمسلمين، وتشاوروا معهم كثيراً.. نسأل الله أن يسدد خطاكم، ونسأل الله أن يرد لنا القدس عزيزاً تحت صيحة الله أكبر الله أكبر.

في القدس قد نطق الحجر

لا مؤتمر لا مؤتمر

أنا لا أريد سوى عمر

اللهم إنا نسألك يا أرحم الراحمين أن تجعل على أيدي شباب «الأنفال» و«الشورى» وحفّاظ «الزمر» أن تجعل حكم الشريعة على تلك البلاد، اللهم انصر دينك وأولياءك، اللهم سدد رميهم، واجبر كسرهم، وفك أسرهم، اللهم بصّرهم يا أرحم الراحمين، اللهم اجمع شتات هذه الأمة، واجعل شتاتها دولة، واجعل ضعفها قوة، واجعل فقرها غنى، واجعل عداءها محبة.

اللهم إنا نسألك يا أرحم الراحمين إنك لا تخلف الميعاد، وعداً علينا إن كنا فاعلين؛ (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الأنبياء: 105)، (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور: 55).

عباد الله..

إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً.

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون.

اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

تحميل