الأربعاء 05-نوفمبر-2025 - 14 جمادى الأول ، 1447

انتصار المسلمين

انتصار المسلمين

لقد كانت المدينة الإيمانية الناشئة على أرض يثرب بقيادة محمد صلى الله عليه وسلم تهدد بالحروب عبر ثلاثة عشر سنة، وقد شن الكفار عليها حرباً بعد حرب، ولا تزداد تلك المدينة المنورة طيبة، طيب الله ثراها، وعلى حبيبنا الصلاة والسلام، إلا صلابة وانتصاراً على أعدائها، ما سر هذا الانتصاب؟

هددتها القبائل المشرك التي كانت تحيط بها قريش بمركزها السياسي والفكري والديني في جزيرة العرب.

هددتها قبائل الأعراب بقيادة عوينة بن حصن الفزاري.

المنافقون داخل الصف واليهود الخونة ثم جاء التهديد من أكبر دولتين في الأرض من الروم وفارس.

الروم أعدوا عدة عظيمة لاجتياح المدينة.

الفرس فقد مزق ملكها كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أرسل جنوده خلف بريده ليقتلوه فلم يستطيعوا، ثم أرسل رجلين لكي يأتوا بالرسول صلى الله عليه وسلم مربطاً بالحديد لكي يقتله بيده.

أمام هذه الأهوال كيف تماسكت؟ إنها كانت دائماً وأبداً تلوذ وتعوذ بالله رب العالمين، سر انتصارها أن الجبهة الداخلية كانت على قلب رجل واحد، القيادة تضحي بنفسها قبل القاعدة، سر انتصارها أن شعار الإيثار يرفرف فوق كل بيت، فإذا ربط المسلمون على بطونهم حجراً من الجوع كشف النبي صلى الله عليه وسلم بطنه فإذا عليه حجران، هذا هو سر الانتصار؟

وسأقطع لكم شريحة من هذا المجتمع القرآني الفذ لكي تشاهدوا على الحقيقة سر الانتصار.

لن أذكر لكم كل المجتمع، ولو تحدثنا عن المجتمع الإيماني كله لما كفانا ينين طوال، وماذا أقول عن القادة؟ السادة الذين فتحوا قلوب البلاد والعباد بصيحة الله أكبر، وبراية لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ماذا أقول عن رجال سطّروا تاريخهم بدمائهم، عن أمهات وأطفال، رغبة الطفل منهم أن يموت شهيداً في سبيل الله ولم يذق من طعم الحياة شيئاً.

أنقلكم إلى بيت أبي طلحة الأنصاري وهو أحد النقباء الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة وهو من البكريين المشهود لهم بالجنة والمغفرة، وهو يمشي على الأرض وزوجته أم سليم الشهيرة بالرميساء رضي الله عنها.

وربيبة أولاد زوجته.

أنس بن مالك خادم الرسول صلى الله عليه وسلم.

البراء بن مالك الشهير بالمهلكة في الجهاد، أبوهما مالك قبل أن تتزوج أم سليم الرميساء أبا طلحة كان مالك.

سافرا فلم قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل تحريم الخمر، كان مالك زوج الرميساء يعبد الخمر، فقال: يا أم سليم إن صاحبك هذا حرم الخمر، وأنا لا أصبر على الخمر، فتركها في بيتها مع ولديها الصغيرين، البراء وأنس، وحمل القارورة للخمر عربيداً مثل سائر العرابيد الذين من أجل الكأس يضحي بكل شيء حتى يحقق شهوته، وخرج من يثرب وتوجه للشام لكي يكمل باقي سكراته، وأم سليم المؤمنة الصابرة الصامتة، احتوت ولديها وخضعت في بيتها لا معين لها.

لم تمت في المجتمع المسلم.

احتواها المجتمع المسلم بالتكافل الاجتماعي، وسمع عمالقة الصحابة من المهاجرين والأنصار ما حدث لها؟ فماذا فعلوا؟

أخذ كل واحد منهم يتمنى أن يكون زوجاً لها، ولكن لهم مُراد والرميساء مراد، فتقدم لها أحد الكفار وهو أبو طلحة يخطبها، ولكنها ذات مرارة الكفر، فماذا قالت؟ قالت: يا أبا طلحة، لا ريد منك مالاً، ولكن أريد مهري أن يكون الإسلام؟ تريدني زوجة أريدك مسلماً؟

قال طلحة: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وحسُن إسلامه، ودخل على أم سليم وكان أكبر وأعظم مهر عرفته البشرية منذ نزول الشريعة وحتى قيام الساعة، وهو مهر أم سليم كان مهرها الإسلام.

فأي أب الآن يتفاخر بمهر ابنته، أي والد الآن يبيع ابنته، هل هناك أعظم من الإسلام؟ والبيت الذي ينشأ على الإسلام ومهره الإسلام، فلا بد أن يوفق في الدنيا والآخرة، ودخل أبو طلحة على أم سليم مسلماً، ثم ماذا حدث؟

تعالوا معي لننظر لهذا البيت في الأزمة الاقتصادية التي تعرضت لها المدينة... فهذا النبي صلى الله عليه وسلم تأتيه الوفود والضيوف، وله تسعة أبيات لا يجد لضيوفه لقمة واحدة في أبياته التسعة، فخرج للمسجد ويقول لأصحابه: من يأخذ ضيفاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقو أبوطلحة وليس عنده من الأرصدة شيء، فيقول: أنا يا رسول الله، ثم أمسك الضيف وانطلق وسبه في دخول البيت، قال: يا أم سليم: عندنا ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فماذا عندك؟ قال: عندي طعام الأولاد، طعام الصبية، عشاء الصبية، فقال: يا أم سليم شاغليهم لاعبيهم، حتى يناموا، ثم ضعي طعام الصبية لضيفنا حتى يأكل.

فأخذت تشاغلهم، تفرش لهم لتنومهم حتى نام أولادها جياعاً ثم وضعت الطعام لا يكفي إلا شخصاً واحداً لم يعرفوا التخزين ولا الثلاجات ولكنها وضعت الطعام، والضيف جوعان.

ثم غمزها أبو طلحة، وقال: يا امرأة قومي وكأنك تصلحين السراج فأطفئيه حتى يشبع الضيف في الظلام، ونتظاهر نحن وكأننا نأكل وهو يشبع، وقامت رضي الله عنها تصلح السراج فأطفأته ودفع أبو طلحة الإناء أمام الضيف، فأخذ يأكل وهما يحركان لسانهم يتظاهران كأنهما يأكلان، وأكل الضيف كل ما في القصعة ونام، ونام بجوار أبي طلحة، ونهض يصلي صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما استدار بعد الصلاة وجد وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتهلل أبشر، ويبشره يا أبا طليحة إن الله عجب لصنيعكما وضحك من صنيعكما، أمبارح وإذا ضحك الله من عبد لا يعذبه، والنبي صلى الله عليه وسلم يفعل الأفاعيل وهو ينشأ دولته.

وفي فصل الشتاء تجتمع الأحزاب لدك المدينة وجنوده يحفرون ويعملون وهم جائعون، فرقت أم سليم لما رأت بطن النبي صلى الله عليه وسلم التصق بظهره، فعملت له طعاماً بسيطاً، وأرسلت له ابنها أنس فجاء إليه، فقال يا رسول الله: إن أمي صنعت لك طعاماً فتال فكله، فصاح النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر المهاجرين، يا معشر الأنصار، هلموا إلى بيت أبي طلحة، فقد صنعت لكم زوجته طعاماً...

فانطلق أنس وانطلق أبو طلحة... ماذا فعلتي يا امرأة؟

فدخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فنفخ في إنائها فحلت البركة، فكانت المعجزات تنفع المؤمنين، ولا تنفع الكافرين، وأخذ يدخل الصحابة في البر جالسين خارجاً، وأدخل عشرة عشرة ويغرف لهم من إناء فيأكلون ويشبعون وينصرفون حتى أكل كل المهاجرين والأنصار، وأكل الرسول صلى الله عليه وسلم والرميساء وأبناؤها وأبو طلحة كل ذلك ببركة النبي صلى الله عليه وسلم، انحلت الأزمة الاقتصادية، بهذا البيت المبارك.

ثم انظر إلى الحالة الاقتصادية إلى حالة الحرب.

في غزوة أحد كثير، القتلى 70 شهيداً على رأسهم سيد الشهداء حمزة، وإذا بأم سليم الرميساء والسيدة عائشة يحملان القرب والأدوية ويقفزان هذا جريح يضعن عليه الدواء، وهذا متعسر يسحبانه إلى مكان آمن، وذاك فيه أنين جرحه ينزف فيمنعون النزيف، فلما احتدم الوطيس حول النبي صلى الله عليه وسلم قاتلت عن يمينه نسيبة العامرية، ومعها أم سليم رضي الله عنها.

لم يتربى على الغناء أو بيوت الأزياء، إنما إذا جنّ عليهم الليل رأيتهم صافين أقدامهم تالين كتاب ربهم، يحزنون به قلوبهم، يفترشون وجوههم وأيديهم وجباههم وركبهم وأقدامهم راغبين راهبين طالبين من الله فكاك رقابهم، فإذا مروا بالجنة كأنهم فيها منعمون وإذا مروا بالنار كأنهم فيها معذبون.

وفي غزوة حنين يلتفت النبي صلى الله عليه وسلم فيجد أم سليم قد وضعت خنجراً طويلاً، وقد تحزمت بهن قال: ما هذا يا أم سليم؟

قالت: خنجراً، فإذا اقترب مني أحد من الكافرين بقرت بطنه يا رسول الله، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم من شجاعتها وقوتها، ثم قالت: فأذن لي يا رسول الله أقتل الذين فروا من حولك، الطلقاء الذين فروا من حولك وغدروا بجيشك، قال: لا يا أم سليم، "إن الله دفع وكفى وأحسن" (حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وصححه الحافظ في الإصابة 8/229)، عندها الاستعداد لكل تمارس بيدها من خانه صلى الله عليه وسلم وفر من الزحف.

وزوجها أبو طلحة في غزوة أحد جعل من جسده ترساً ومجناً يحمي النبي صلى الله عليه وسلم أينما يكون النبي صلى الله عليه وسلم، كان أبو طلحة أمامه إذا جلس النبي في الخندق، رفع أبو طلحة صدره أمام النبي صلى الله عليه وسلم ليتلقى السهام والسيوف والسنان، وكان أمهر الرماة.

تكسرت في يده في معركة أحد 3 أقواس، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينشر له السهام ويقول: اضرب، فإذا مر به أحد الفارين اختطف الكنانة، ونشرها أمام أبي طلحة، اضرب بأبي أنت، فإذا رمى السهم تطلع له النبي صلى الله عليه وسلم، هل أصاب فيرتجف أبو طلحة ويوخي بصدره نحو النبي صلى الله عليه وسلم ويقول نحري دون نحرك يا رسول الله، فأي وسام حمل.

أبو طلحة عندما نزل القرآن بالإنفاق لا يكون شعاره شعار الحقود والكنود الذي يجمع ويمنع: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسنا} (سورة البقرة، الآية: 254)، {لن تنالوا البر حتى تنقوا مما تحبون} (سورة آل عمران، الآية: 92)، فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم يقول عندي حديقتان، البريحاء أحسن حدائقي، اجعلها فيما اراك الله، والله يقول: {لن تنالوا البر حتى تنقوا مما تحبون} (سورة آل عمران، الآية: 92)، فقد أنفقها في سبيل الله، قال ربح البيع، ربح البيع، يا أبا طلحة، وزعها على الأقربين، يا لها من مشرفة للأسرة المؤمنة.

وفي ليلة من الليالي، كان ابنها الوحيد من أبو طلحة نفسه يقعقع في صدره، وأبوه مشغول في شؤون الأمة، فمات فغطت الوليد وتزينت أحسن زينتها، وتطيبت أحسن طيبها، وجففت دموعها، وتلقت زوجها بوجه بشوش وصدر رحيب، وكأنها ليلة عُرس، ما صاحت ولا ناحت، فلما رآها قربت له الطعام، ودنت منه تُلاعبه وتلاطفه، فأصاب منها تلك الليلة، فلما رأته في تلك الحالة، قالت له: ما تقول في قوم أعاروا عارية ثم استردوها، فهل عليهم من ملام، قال: لا، قالت: إذن فاحتسب ابنك عند الله.

قال: يا امرأة تركتيني أتلطف ثم أخبرتني بأن ابني مات، فقام إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بما فعلت تلك العملاقة فقال صلى الله عليه وسلم: "بارك الله لكما في تلك الليلة، فقدر الله فيها حملاً مباركاً وتوالى الحمل كل عام، فرزقت أم سليم بعد صبرها عشرة أولاد كلهم حفظتهم القرآن وجاهدوا في سبيل الله ذلك المجتمع الذي لم يعرف الهزيمة أمام الجوع وأمام الإغراء المادي.

أبي الإسلام لا أبا لي سواه

إن افتخروا بقيس أو تميم

اللهم احفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، واجعلنا في أمنك.

الخطبة الثانية:

عباد الله، اتقوا الله، وعودة جديدة إلى تلك الأسرة المباركة في المدينة المنورة، وهي تصدم مع كل الأزمات فتحلها أزمة أزمة.

أبو طلحة رضي الله عنه، عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم عشرين عاماً يقوم بصوم النهار، يقوم الليل، وقد شاب شعر لحيته، يحمل معه دائماً شعر النبي صلى الله عليه وسلم لا يفارق أبداً، حلق النبي رأسه ثم أخذ يمين ناحيته وأعطاها أبا طلحة، فكانت كنزاً من الدنيا والآخرة، ثم حلق نصف رأسه الآخر، وأعطاها أبا طلحة، وقال: قسمه في الناس، ويدعوا عثمان بن عفان للجهاد البحري وخاض المسلمون في الجبهة الفارسية وفتحوها، وفي الجبهة الرومانية وفتحوها، ثم أخذوا يخوضون غمار البحار وينطلقون إلى أفريقيا ليفتحوها كلها، وإذا بأبي طلحة يعرج لكثرة الجروح المتوارثة من الجهاد المستمر، وقد شابت لحيته ورأسه وتجعد وجههن وهو على ظهر الحصان كالجبل الأشم، يحيط به عشرة أولاد يلبسون الدروع في سبيل الله، قالوا يا أبانا لقد جاهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأبليت وجاهدت مع أبي بكر فأحسنت، وجاهدت مع عمر فأكفيت ويكفيك أن نجاهد عنك، فاجلس، قال: لا يا بني، لقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {انفروا خفافاً وثقافاً} (سورة التوبة، الآية: 41)، شباباً، وشيوخاً.

الله لم يعذر أحد دعوني أجاهد في سبيل الله أختم حياتي شهيداً في سبيل الله، فاستشهد في البحر في أحد الجزر، استشهد بجراحه وظل شهيداً سبعة أيام لا يتعفن لحمه، كرامة من الله له حتى وجدوا له أرضاً ودفنوه فيها.

أما أنس فق نذرته أم سليم لخدمة محمد صلى الله عليه وسلم، وروى عنه جميع الأحاديث الجهادية.

البراء، فقد أنزل الله عليه إجابة الدعوة، بشهاد محمد صلى الله عليه وسلم، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول له: ادعو لنا فإذا دعا تحقق.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وأن من الناس من يكون أشعث أغبر ذي طمرين، لو أقسم على الله لأبره ومنهم البراء بن مالك".

البراء بن مالك:

في معركة اليمامة يحاصر مسيلمة في حديقة الموت وجيوش خالد تحيط به والأبواب مغلقة، فقال: احملوني على المجن والترس وألقوني على مسيلمة وجنده، أفتح لكم الأبواب، فحملوه على أطراف الرامح وألقوه على 40 ألف مقاتل، فانخرط عند الباب يناطح بالسيف وهم ينهبون بالرماح وهو يترجع حتى فتح لهم باب القلعة وخر عندها في جسده 80 جرحاً، ودخل جند الله وقتلوا مسيلمة، ونصب خالد بن الوليد خيمة للعلاج، وعطل الجهاد شهراً كاملاً من أجل البراء بن مالك، وأشرف بيده على دوائه، وعلاجه، حتى شفي، فكان الخلفاء يوصون أن لا تأمروا البراء بن مالك على أحد، فإنه المهلكة، وفي معارك المسلمين يرى الجيوش في الفتوحات الإسلامية الكبرى فيقول المسلمون له: أيها البراء، ادعو الله أن يفتح لنا هذا اليوم، فإنك مستجاب الدعوة، قال: اللهم امنحنا أكتافهم وارزقني الشهادة، وانتهت المعركة بالنصر والفتح، وينظر الجنود ذات اليمين وذات الشمال، باحثين عن البراء فإذا هو مزمجر على الأرض قد تعفر شعره بدمه، وفاضت روحه إلى الله، وقد كانت له من الأعمال البطولية ما تقشعر له الأبدان، فقد كان هو وأخوه أنس يحاصران قلعة في فتح مصر، فألق الرومان كلاليب ملتهب نشبت في ثياب أخيه أنس وسحبوه لكي يذبحوه في القلعة، وجاء البراء وضرب رجله في الأرض، وأمسك السلسلة الملتهبة ونزع منها أنس وألقى به على الأرض، ثم انخرط منها، فلما نظر إلى يديه لم يجد قطعة لحم في يده، أي رجال كانوا؟ {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً} (سورة الأحزاب، الآية: 23).

بمثل هؤلاء الرجال تحيا الأمم.